القَضَاءُ وَالقَدَرُ
نحن الآن مع موضوع عقدي كبير وخطير، احتل مساحات كبيرة من أوراق الكتب في المكتبة الإسلامية، وعقدت له المناظرات، وصار أمرا مفصليا اختلف الناس عليه. ولا أقول حق لهم الاختلاف، وإنّما كان اختلافهم بغيا بينهم، ولو ردوا الأمر، شأن كل خلاف، إلى الله ورسوله لوجدوا أنفسهم على وفاق واتفاق..! وكيف يُتصور خفاء وغموض أمرٍ عقدي هو من أركان الإيمان؟ فلنتدبر هذا الحديث، وهو في صحيح مسلم: عن يَحْيَى بْنِ يَعْمَر…
قراءة المزيد
أَسْمَاءُ اللهِ الحُسْنَى
مقدمة عامة إنّ المعرفة أساس أية علاقة بين أي طرفين. وكلما ازدادت المعرفة قويت العلاقة واتجهت نحو الأفضل. وهذا أمر لا يُماري فيه عاقل ولا يجحده ذو فهم. تؤيده المشاهدة والتجربة ويُصدقه الواقع بل والدين قبلاً (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ). والله تبارك وتعالى أرادنا أنْ نعبده وأنْ نتقيه، وأن نخشاه، وأن نطيعه. ومن أجل أنْ نعبده حق عبادته، وأن نتقيه حق تقاته، وأن نخشاه حق خشيته، وأن…
قراءة المزيد
وَالِدَا النَّبِيّ عّلَيْهِ السَّلَامُ
ما نحن في صدده الآن، واحدٌ من الموضوعات المفصلية التي تؤكد حقيقتين: أولاهما؛ وجود الهوة الواسعة بين النصوص الشرعية الصحيحة، التي لا تدع معها فرصة لقولٍ مخالفٍ، وما يذهب إليه أهل الفرق الناكبة عن منهج (ما أنا عليه وأصحابي) من أقوال في بعض المسائل. والثانية، تعلق العوام بهذه المسائل التي لا تصح شرعيا أصلاً، تعلقا ذوقيا أو عاطفيا، مما يُسهم في سرعة انتشارها ورسوخها عند العوام. وما المقصود بالعنوان (والدا…
قراءة المزيد
رُؤْيَةُ النَبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وَسَلَّم فِي الْمَنَامِ
موضوع يكثر السؤال عنه، كما يكثر الكلام فيه، بعلمٍ وبغير علم .. والصوفية والعوام المرتبطون بهم يلعبون به لعبا..! فلا بد من تأصيلٍ وضبط. وأبدأ بموضوع نظير له، ولكن يسبقه في الأهمية؛ هل يمكن رؤية الله في المنام؟ رُوي ذلك عن الإمام أحمد، وفي ترجمة ابن تيمية أنّه رآى الله أكثر من مرة، وكتب عن بعض العلماء مثل ذلك. وسمعت مرة الشيخ أبا بكر الجزائري، في درس في المسجد النبوي،…
قراءة المزيد
مَصِيرُ الأَطْفَالِ فِي الآخِرَةِ
إنّ موضوع مصير الأطفال، وهم كل من مات قبل البلوغ، في الآخرة بحث عقدي يندرج تحت أصل عظيم هو: عدل الرحمن تبارك وتعالى ... ويمكن أن نختصر الأدلة على ذلك، وما أكثرها، بهذين النصين: . قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا). . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربعة يوم القيامة يدلون بحجة: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ومن مات في الفترة، فأما الأصم فيقول:…
قراءة المزيد
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ)
تمام الآية: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ). إنّ البحث المؤصل المتأني في هذه الآية الفاذة يفتحنا على وقفات عقدية وفقهية هامة، بل خطيرة. ولعله من المفيد لحض كل مسلم على أن يُلم إلمامة دقيقة وعميقة بهذه الوقفات، أن نبين أنّ كثيرين من المسلمين قد فاتهم مثل ذلك الوقوف المتأني مع الآية، فجانبوا الصواب في فهمها. ولعله ليس سراً القول: إنّ فيهم علماء يشار إليهم بالبنان، في…
قراءة المزيد
حُسْنُ الظَّنِّ بِالله، وَالثِّقَة بِمَا عِنْدَهُ
عن عبد الله قال: (أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفاً، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاماً، فلم يجد عند واحدة منهن، فقال: (اللهم إنّي أسألك من فضلك ورحمتك، فإنّه لايملكها إلا أنت). فأهديت له شاة مصلية، فقال: (هذه من فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة)). موقف في غاية الإحراج، والأبواب المعتادة التي يُتَلمس عندها الحل بأدنى أشكاله، طُرقت كلها، والنتيجة سلبية .. ودون أدنى تردد يُطرق باب الكريم الرحيم، بعبارة…
قراءة المزيد
التَطَيُّرُ وَالتَّشَاؤُمُ
ما أكثر الأسئلة التي ترد على المفتين وتتناول موضوعات متكررة مثل (الطيرة، التشاؤم، العين، مس الجن، والسحر). والحقيقة أنّ القول الفصل، في تناول هذه الأمور ومعالجة الظواهر المتصلة بها في المجتمع، هو رد الناس إلى التوحيد الصحيح لأنّ مشكلتهم (خلل في التوحيد)! والشفاء فيه وليس في شيء آخر .. لكن اقتناع الناس بهذا الحل قليل لوجود خطٍ موازٍ من انتشار الخرافة والقصص الخيالية بين الناس، ووجود طبقة من الدجاجلة والمشعوذين…
قراءة المزيد
الـْوَعْـدُ وَالْـوَعِيـدُ
موضوع الوعد والوعيد من الموضوعات الهامة جداً في العقيدة الإسلامية، وكل موضوعاتها هامة. لكنني أشرت إلى الأهمية لأنّه موضوع ضلت فيه بعض الفرق في الماضي وحادت عن سواء السبيل. واليوم أخفق كثير من المسلمين في استيعابه، فأُغلق عليهم طريق فهم حقائق أساسية في العقيدة، وبالتالي فُهمت نصوص على غير وجهها، و أصبحت محل جدل. وأؤكد أنه على أهميته فإنّه يسيرٌ فهمُه لمن أراد الفهم، ويسره الله له. معنى الوعد والوعيد…
قراءة المزيد
مُنَاقَشَةُ حَدِيثِ (خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ) وَرِوَايَاتِهِ
ولعل هذا الحديث مما كثر اختلاف العلماء عليه، إنْ في ثبوته، أو في تأويله، وذلك لتعلقه بإثبات صفة (الصورة) للخالق تباركت أسماؤه وصفاته، بين متمسك بالتنزيه، مبتعد بالحديث عن أن يشي بشيء من التشبيه، مع البقاء ضمن حدود الضوابط في علم الحديث، ومثبت لظاهره وتوجيهه الوجهة اللائقة بتنزيه الخالق جلّ وعلا، مع البقاء ضمن حدود العقيدة في الأسماء والصفات .. وأضرب مثلاً لهذا الخلاف بين معاصرَين حتى لا يطول الكلام،…
قراءة المزيد
الإِيمَانُ بِالْغَيْـبِ
في دين الإسلام .. وفي أصل عقيدته مساحة يحتلها (الإيمان بالغيب) .. وقد جعل الله (الإيمان بالغيب) من أولى صفات المؤمنين في سورة البقرة (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)، وفي سورة (ق) ذكر مستحقو الجنة التي أزلفها الله للمتقين غير بعيد، وهم (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ). ولا يقوم إيمان، ولا تُؤسس عقيدة من غير استسلام كامل للغيب .. فالإسلام دين عموده الفقري (الإيمان بالغيب).…
قراءة المزيد
الله الله في الصَّحَابَةِ
أرى خلل الرماد وميضَ جمرٍ أقول من التعجب ليت شعري وأخشى أن يكون له ضرامُ أأيـقاظـاً تـرانا أم نيـامُ بدأت بهذين البيتين، لمن يحسن قراءة ما بين السطور، وما وراءها، ولا حاجة لأي تعليق. وأبدأ الموضوع فأقول: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا رجالاً من التاريخ عاشوا في حقبة محددة، نذكرهم بمواقفهم فيُعجب من يُعجب، ويُثني من يُثني، ويسكت من يسكت، ويذم من يذم .. لكنّ لهم موقعاً…
قراءة المزيد
شَأْنُ الله
شأن الله عظيم، لأنّ الله عظيم، وقد قال تعالى واصفاً نفسه: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). وجاء تفسير الآية في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (كل يوم هو في شأن) قال: (مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا وَيُفَرِّجَ كَرْبًا ويرفع قوماً ويضع آخرين). وضروري أنْ يُعلم أنّ كلمة يوم في الآية تعني كل وقت وكل لحظة، وليس الوقت الممتد من الفجر…
قراءة المزيد