لا أحب إلا أن أقدم قبل كل قول البيان الآتي: إنّ هذا المقال للإصلاح والتعليم وليس للنقد .. وضرورة هذا القول، حتى لا يقرأ قاريء، ممن قد يكون واقعاً في ما يُخَطِّئُه المقال، فتصبح قراءته يكتنفها حب الانتصار للنفس، فيفوت فرصة التعلم والانتفاع. وأؤكد غايتي بالآية الكريمة (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّه). أما مقصود العنوان، فهو أنّ وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال تجاذب الحديث أو…
قراءة المزيد
نحن في شهر رجب، وشهر رجب من الأشهر الحرم، وهي أربعة كما قال ربنا في محكم التنزيل: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). وقد جاءت الأحاديث النبوية لتُسمي الأشهر الحرم، منها ما أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي بكر رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب في…
قراءة المزيد
نواجه في حياتنا المعاصرة تحدياتٍ كبيرةً، ومؤامراتٍ خطيرةً، ونرغي ونزبد، ونصخب ونغضب، زاعمين أنّنا ننتصر لديننا، في وجه المؤامرات، ومواجهة التحديات. لكنّ الحقيقة أخطر من ذلك كله، وهي أنّنا نحن المتآمرون، ومنا أصحاب التحدي الماكرون..! وكثيرا ما يقال لي: إنّكم لا تحسنون إلا جلد الذات .. وردي الدائم أنّنا لا نجلد الذات إلا لنُصلح الذات، ونوقظ قومنا من السبات، بعد أن كثرت العبر وقل الاعتبار..! والمبرر الأقوى لهذه الشدة إن…
قراءة المزيد
يقول تبارك وتعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). هي أقصر سورة في كتاب الله، وعلى لسان الكبير والصغير من المسلمين، لِيُسْرِ حفظها .. ولكن هل علموا عظيم مكنونها..؟ لقد جاء في كثير من كتب التفسير عنِ الشَّافِعِيِّ قوله: (لَوْ تَدَبَّرَ النَّاسُ هَذِهِ السُّورَةَ لَوَسِعَتْهُمْ. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ: لَوْ لَمْ يَنْزِلْ إِلَى النَّاسِ إِلَّا هِيَ لَكَفَتْهُمْ). وذكر الشيخ الألباني رحمه…
قراءة المزيد
شاعر معاصر يصف تعثر حال المسلمين إثر حالة سياسية بائسة، كثر الجدل فيها وعنها فيقول: أليس لقومي من آسي يجلو الأوجاع من الراسِ أو يُنصف بعضاً من كُلِّ واليوم بعد هذا الحال المزري الذي وصل إليه المسلمون، وقد صار الخلاف بينهم على أشده في توصيف ما يجري، وكيفية التعامل معه، ويرى المراقب حال المسلمين يتلخص بمشاهد ثلاثة لا زالت بؤر جدال: 1. هل المسلمون بخير، أم لا؟ 2. خلافات بينية…
قراءة المزيد
"فيروز" ويكنى أبا لؤلؤة المجوسي نسبة إلى ابنته وكان يسمى في قومه بابا شجاع الدين، أسره الروم ثم أسره المسلمون من الروم وسبي إلى المدينة النبوية سنة 21 ه، وكان مولى عند المغيرة بن شعبة. والشيعة ومن يشايعهم يدّعون أنّه مسلم، ويقول عنه ابن تيمية: (وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام، كان مجوسياً من عباد النيران، فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار، لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل…
قراءة المزيد
لماذا يتوقف الإنسان؟ (ولا بد من أن أقول التوقف الإرادي لأخرج منه التوقف الذي سببه الموت) لطاريء، أو لمراجعة حساب .. ومراجعة الحساب تشمل أموراً عدة تستوجب المراجعة، أخطرها: هل أنا على الطريق الصحيح؟ وهل سرعتي في الحركة متناسبة مع حجم التكاليف والزمن المتاح؟ وتكاليف المسلم واضحة مكشوفة تحت ناظريه. والمبهم هو الزمن لأنّه عمر الإنسان .. فكيف تُحل المعادلة إذن بين تكاليف كثيرة ثقيلة معروفة يجب أن تؤدى في…
قراءة المزيد
فإن تعجبْ فعَجَبٌ أن ترى بعض المسلمين، وفيهم نخب، يمدون أعينهم إلى ثقافات الأمم الأخرى، معجبين بل منبهرين، إلى حد محاولة محاكاتها والدعوة إليها..! وما ذاك إلا لأنهم أطلّوا عليها من واقع فراغ، وبخاصة من المعرفة الحقيقية للإسلام. وقد يكون مما هو أشد، ولا ندخل في ما تخفيه السرائر. وقد وصل الأمر ببعض النخب أن ينضوا عنهم أثواب الرفعة التي تُكتسب من الانتماء الإسلامي، كلقب داعية أو شيخ أو عالم، ويفرحهم…
قراءة المزيد
إذا قلنا إنّ الاختلاف في المسائل الشرعية في القديم والحديث، يصح أن يوصف بمقولة (ماليء الدنيا وشاغل الناس) لا نكون متجاوزين. وما أكثر ما قيل وكتب في الاختلاف قديماً وحديثاً، وتحديداً عن شرعيته، وأنّ الدين يقبل ذلك حتى أبعد بعضهم النجعة فقالوا: (الاختلاف رحمة)، ومنهم علماء، بل رددوا الحديث الموضوع (اختلاف أمتي رحمة)..! ولم يأت أنصار الاختلاف، والدعاة إليه، بما يُعَوَّل عليه ويستحق الوقوف معه. وأحب أن أنبه كل من…
قراءة المزيد
قد يبدو هذا العنوان غريباً نوعاً ما ولأول وهلة .. ولكن الغرابة تزول حينما تبين أصوله من الكتاب والسنة. إنّ المسلمين اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة قراءة دينهم من جديد .. قراءة واعية، متأنية، هادفة تهتدي بهدي السلف، وتتجاوز بل تلغي كل ما يأتي من خارج إطار الوحيين نصاً أو فهمًا .. لاسيما وأنّه قد كثر في زماننا الآثم دعاة السوء والضلال، وكل ذلك مبرمج ممنهج من قبل هيئات صُنعت…
قراءة المزيد