وردني السؤال الآتي، وأحببت أنْ يكون الرد موسعاً وعلى ملأٍ للفائدة. يقول السائل: قرأت كثيراً مما كتبت، وما زالت العبارة المتكررة كثيراً (أصحاب منهج ما أنا عليه وأصحابي) غامضة بالنسبة لي، إما لضعف ثقافتي الدينية، أو لكونها جديدة، فما المقصود بها؟ وكيف يمكن الانتساب لهذا المنهج؟ فهل تتكرمون بالبيان؟ بارك الله في السائل الكريم، وإليك هذه السطور، وشكراً لاهتمامك. أصل العبارة كلام نبوي جاء في حديث الافتراق المشهور: (افترقت اليهود…
قراءة المزيد
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ). الدعوة إلى الله تبارك وتعالى مهمة الأنبياء والرسل .. وبعد أنْ شاء الله انقطاع الوحي عن الأرض، غاب الأنبياء…
قراءة المزيد
العداوات لدين الله كثيرة، ومن مواقع مُتعددة .. وإذا كان لا بُد من أنْ نسأل لماذا؟ فأجدني عزوفاً عن كلام مكرور، وفلسفات أرضية، انغمسنا فيها طويلاً ولم تُجْدِنا نفعاً، وقد آن الأوان لندفع عن عقيدتنا، ونذب عن ديننا بكلام الله ورسوله، ولو كره الكافرون والمبطلون..! يقول ربنا: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)…
قراءة المزيد
الغربة حالة لا يُحسد عليها من وصل إليها .. فهي في الدنيا معاناة وصبر، وفي الآخرة فوز وأجر .. ومما وعد الله به الغرباء طوبى، و(طوبى: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها) كما جاء في الحديث الصحيح. والكلام عن الغربة كثير وطويل، ولا يجب أن يتوقف، لأنّ استيعاب المسلمين له وتمثلهم معانيه ضعيف .. ولذلك أسباب، لكنني سأحدد نفسي بالسبب الرئيس..! إنّه الفرق الكبير…
قراءة المزيد
عبارة العنوان من كلام ورقة بن نوفل ابن عم خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سمع منه ما جرى له في غار حراء: (يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ). وأضاف ورقة في آخر كلامه: (وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرُكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا) والقصة معروفة في السيرة .. ومما يُناسب ذكره، ما جاء في الحديث الصحيح: عن عائشة رضي الله عنه، عن…
قراءة المزيد
كُنت في مجلس يضم بعض الأطباء، وكان الحديث لطبيب مُتألق في تخصصه، ومما قال في معرض حديثه: لقد تعلمت ذلك من أستاذي الدكتور فلان رحمه الله وذكر اسماً أجنبياً. فسألته على الفور: هل كان مسلماً؟ فأجاب باستهجان: لا، فقلت: كيف تترحم عليه..؟ أجاب: ما المانع..؟ قلت: رحمة الله لا تنال إلا المؤمنين..! والله يقول: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) .. فلم يُعجبه…
قراءة المزيد
نعم، نُحب الشام، أغاثها الله، ونتغنى باسمها، ونسمر ونأنس باسترجاع ذكريات مرابعها، ومصائفها، ومشاتيها، ويحن إليها من بَعد عنها، ما ناحت مطوقة .. ونخلع ونقلي شانئها، ولن نسالم من كان حرباً عليها .. وهل يُلام أحد في حب الوطن؟ .. لكنّ الله حبا الشام الكثير، ومن خير ما حباها، أن جعل لها حُباً من نوع آخر، أسمى بكثير من الحب الأرضي النزعة .. واصطفاها وفضلها على كثير من المدائن والأماكن…
قراءة المزيد
ما أكثر ما تطرق كلمة (الألفة) الأسماع..! وما أكثر ما تتردد على الشفاه..! وما أقل من يعي مدلول الكلمة الخطير، وأثرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل تجمع بشري..! ولا يَبني المجتمع المتماسك الصامد لكل تحدّ بل الأمة جمعاء إلا هي .. هي خُلق لو سَاد بين الأفراد لكانت حياة الجماعة جنة على الأرض، ولغاب من الحياة الاجتماعية كل أدوائها، ولتلاشت كل منغصاتها، ووقيت كل عثراتها .. والأمر كذلك في…
قراءة المزيد
إشكال في تطبيق آية: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
هذه الآية الفاذة، قد اعترى فهمها الدقيق، وإسقاطها على أحوال الناس، إشكالاتٌ نظريةٌ كبيرة، لاسيما مع التغيرات الواضحة التي حدثت في المجتمعات الإسلامية، على مر الزمن، وبخاصة في نسيجها الاجتماعي .. وكان لتلك الحراكات الشعبية، التي جاء بها الربيع العربي، وتداعياتها الدور الكبير في إثارة تلك الإشكالات، عند أهل الفكر وأصحاب الشأن .. وتنوعت ردود الأفعال لما جرى. من ذلك رد الفعل القوي، من بعض الملتزمين (المستشكلين) ما أدى إلى…
قراءة المزيد
لا بد من الاتفاق ابتداء أنّ واقع المسلمين في ترد مستمر، والذي يعنينا الواقع الديني، مع أنّ ما استقر في أذهان كثير من الناس، وفيهم دعاة، من أنّ الأمة تعيش زمن الصحوة. أقول لقد كان للصحوة، وعن الصحوة أحاديث وأحاديث رفعت من درجة التفاؤل بالمستقبل كثيرا، حتى أوشك البعض أن يصلوا بتفاؤلهم إلى أن يعيشوا (أحلام اليقظة) .. لكنّ أصحاب النظرة الواقعية والذين يعتمدون ربط النتائج بالمقدمات كان لهم موقف…
قراءة المزيد