لا بد من الاتفاق ابتداء أنّ واقع المسلمين في ترد مستمر، والذي يعنينا الواقع الديني، مع أنّ ما استقر في أذهان كثير من الناس، وفيهم دعاة، من أنّ الأمة تعيش زمن الصحوة. أقول لقد كان للصحوة، وعن الصحوة أحاديث وأحاديث رفعت من درجة التفاؤل بالمستقبل كثيرا، حتى أوشك البعض أن يصلوا بتفاؤلهم إلى أن يعيشوا (أحلام اليقظة) .. لكنّ أصحاب النظرة الواقعية والذين يعتمدون ربط النتائج بالمقدمات كان لهم موقف آخر يهلل للصحوة الإسلامية، ويستبشر بها، لكنّه يبين أنّها صحوة عاطفية ولن تكون نافعة للأمة ما لم ترشد بالعلم
الصحيح المؤصل، وما فتئوا يحثون كل المتفائلين بها أن يحشدوا جهودهم لأعظم وأفضل، وأخطر عمل، وهو ترشيد الصحوة ما دامت الرياح مواتية لذلك عملا بقول من قال:
إذا هبت رياحك فاغتنمها |
فإنّ لكل خافقة سكون |
ولكن ويا للأسف لم تكن من ذلك جهود مؤثرة تذكر، واستُغْرِق الوقت في الإغراق في التفاؤل وتبادل التهاني والتبريكات، وإنشاء القصائد وإقامة المهرجانات، وكتابة المقالات، والاغترار بالأماني، وتُركت الصحوة عاطفية كما بدأت، بل تمكنت منها العاطفية أكثر وأكثر، وفرص الإصلاح تكاد تتلاشى.
إنّ مناقشة أسباب تردي أحوال المسلمين الشرعية بحر لا ساحل له، وتحديد أسبابه، موضوع أكبر من أن يغطى في صفحات عجلى .. لكنّي أريد أن أتناول سبباً واحداً وهو من وجهة نظري (فشل المسلمين، على الصعيدين الفردي والجماعي، في تحقيق عملية البحث عن الذات) .. وأعيد التأكيد قبل المضي في البحث أنّني أحدد نفسي بمعالجة الجانب الديني وليس غيره.
ولا بد من أن أجيب على سؤال افتراضي أتصور انشغال كل سامع أو قاريء به: أوليست الجوانب الأخرى في حياة أمة الإسلام كالاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية وغيرها، هامة وجديرة بالبحث والإصلاح؟
الجواب بلى..! ولكنّني أعتقد جازما، ومن تدبر بعمق قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) أدرك أنّه إذا قام في الأمة الأمر الشرعي، فستقوم معه كل الأمور الأخرى الدنيوية، كالاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية، لأنّ تلك الاستجابة لله وللرسول إن حصلت من الناس فستكون جائزتها استقبال أفضل حياة على الأرض .. وهل يدعونا الله تبارك وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى حياة تتفوق عليها حيوات أوجدتها عقول بشرية..؟ هيهات هيهات. ولا بد هنا من تحكيم المفهوم المخالف، في أنّه إن لم يقم الأمر الشرعي في الأمة، فلن يقوم فيها أي أمر دنيوي مهما كثرت وجَدَّت المحاولات لإقامته.
وإنّ عملية البحث عن الذات التي هي موضوع البحث، لها طوران: طور أول على الصعيد الفردي، وآخر على الصعيد الجماعي .. والتفصيل سيزيد الإيضاح.
البحث عن الذات على الصعيد الفردي…
ما من مخلوق على هذه الأرض إلا تواجهه مسؤولية تحديد اختيارٍ، وسط حلقات متداخلة ومتباينة من الخيارات، وأمواج متلاطمة من الأفكار والعقائد والنظريات الفكرية والتيارات. ويعنيني في هذا البحث (الخيار الروحي) .. والمقصود به تحديد صلة المخلوق وعلاقته بالخالق، إن آمن بوجود خالق. ولا بد أن يتبع الإيمان بالخالق عمل يرضي الخالق ويقرب منه، ويرجو ما عنده، ويُدخل الجنة .. ولن يكون هذا إلا من خلال الدين .. فلا بد إذن من (تحديد الدين) وإعلان الانتماء له. ولنختصر المراحل فنقول إنّ إنسانا ما اختار أن يكون مسلما، فماذا بقي عليه من عملية (البحث عن الذات)..؟
يسجل لنا الواقع وجود فرق وتجمعات (مشيخية) وأحزاب كلها تعلن إنتماءها للإسلام، وتتبارى وتتسابق في ذلك، إلى حد أن يصل الأمر ببعضها إلى القول (أنا الإسلام وحدي وما سواي الكفر) .. وإنّي أنتقد بكل جرأة وشدة كل من يدعي لجماعته الصواب وأنّ غيرها في ضلال مبين، لكنّي أطأطيء الرأس إجلالا وتعظيما لحديث رسول، والعمل بمقتضاه. فما يأتي على لسان زيد وعمرو من البشر، ليس كالذي يأتينا وحيا من فوق سبع سماوات على لسان الصادق المصدوق، فليتدبر أهل النهى ذلك.
أعود إلى الموضوع الأصلي فأقول: لن أنطلق في الحديث عن الفرق من منطلق واقعي يضطرني إلى استعراض الفرق، على الساحة، وتقويم كل على حدة، ثم اختيار الأصح. فذلك يدخلني في جدل، أكاد أقول إنّه عقيم، لطغيان الهوى، وغلبة الانحياز، وتحكم التعصب .. بل سأعدل عن ذلك إلى المنطلق النصي الذي هو الأساس في كل مبحث إسلامي، والذي هو حجة على الجميع والذي ينطبق على الواقع تماما. وسيكون المنطلق من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة) وفي رواية: (ما أنا عليه وأصحابي).
وأبدأ القول: إنّ هذا الحديث رغم جرأة بعض أهل العلم عليه في الطعن بصحته وتضعيف سنده، فله على ما أذكر ستة عشر رواية يقوي بعضها بعضا. والذي يقول بضعفه إما رجل وقف على رواية أو روايتين ضعيفتين فسحب الحكم على كل الروايات، وهذا خطأ بل جهل في علم المصطلح، وإما صاحب هوى ضد الحديث تعمد ذاك الفعل .. وأما الإنصاف فيقتضي الحكم على الحديث بالصحة لتعدد طرقه.
ويؤكد هذا أنّ بعض من ضعف الحديث لم يضعفه بالسند، وإنّما بنكارة المتن، والحكم على المتن يتدخل فيه الرأي والهوى أحيانا .. وحتى لا يشوش علينا صوت، كما اعتدنا في هذه الأيام، وما أكثر تلك الأصوات من دعاة ومشايخ، تشكك في الحديث وصحته، وتُعِلُّ سنده وترد متنه، نقول لكل هؤلاء ماذا تردون على الآية التي هي أصل الحديث: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
ثم أرجع إلى الحديث الذي اخترته منطلقا لموضوع (البحث عن الذات) .. ولا بد من وقفات مع الحديث:
الوقفة الأولى: إنّ الحديث، وهو من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، يؤكد حتمية الافتراق وأنّه واقع لا محالة، بل إنّه وقع .. وما ذاك منه صلى الله عليه وسلم إلا تحذير لأمته من أن تقع في براثنه .. ويؤكد الجانب التحذيري في الحديث ربطه بما حدث لأهل الديانات السماوية التي سبقت الإسلام، ليكون التحذير أجدى، والاعتبار بمن سبق أقوى .. فقد سلكت تلك الأمم سبيل الافتراق في الدين، والتقاتل فيه بغيا بعد أن عرفوا الحق، وهذا خبر صادق، وصورة مطابقة جاءتنا عنهم في أصدق مصدر في الوجود وهو كتاب الله .. ثم تركنا ربنا إلى الواقع لنتبصر في النتائج التي آلت إليها أحوال تلك الأمم، فنقلنا من السماع والتصديق لأحداث لم نرها ولم نعايشها، إلى أحوال نعايشها وندركها بأبصارنا .. فما هو الواقع الديني لليهود والنصارى اليوم..؟ وما ذا حققت تلك الأمتان بالدين وللدين..؟ ولنقرأ كلام ربنا ونتدبره:
. (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
. (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
. (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
وماذا يجب أن تكون نتيجة التدبر؟
يجب أن يقول كل مسلم، بلا تردد: إنّ الأمة، أمة الإسلام، وقعت في ما نبئت به وحذرت منه، وها قد فعل فيها الافتراق فعله. فهل تراها تنتفع بالنذارة والتحذير..؟ وتبحث في سبيل الخروج مما وقعت فيه من شر الفرقة..؟
الوقفة الثانية: لما ذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الافتراق محذرا من السير في طرائقه، ضاربا المثل في أقرب دينين من المسلمين، زمانا ومكانا، وهم اليهودية والنصرانية، بيّن صلى الله عليه وسلم سبيل النجاة، وطريقة اتقاء المصير المحتوم للافتراق الذي هو النار .. كيف لا وهو، بأبي وأمي، الدال لأمته على كل خير، الآخذ بحجز أبنائها عن النار، يناديهم إياكم وجهنم، إياكم والحدود .. فما هو سبيل النجاة؟
إنّه الانتماء إلى الفرقة الوحيدة الناجية من أصل ثلاث وسبعين فرقة، وقد سماها ووصفها بقوله: (هي الجماعة) وقوله هي: (ما عليه أنا وأصحابي). فالاختيار والتزكية والنعت بصفة النجاة من النار هي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست من أحد من البشر. ولا يعني الانتماء لتلك الفئة القول باللسان بل هو الاعتقاد باعتقادها والعمل بعملها.
الوقفة الثالثة: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ الفرقة الناجية واحدة، ومن قال إنّها اثنتان أوثلاثة أو أكثر فقد احتمل إثما وبهتانا كبيرا، لأنّه كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه. وما يفعل ذلك إلا منتمٍ انتماء يغاير الذي حدده نبي الأمة صلى الله عليه وسلم سبيلا للنجاة، فيريد تعصبا، وإمعانا في المخالفة، وإعجابا بما هو عليه أن يصور لنفسه وللناس أنّه ناجٍ، ويظن المسألة بالتشهي والابتداع وليست بالتصديق والاتباع.
ومن هنا كانت فرية رد الحديث وتعبير وجوب استبعاده من حياة المسلمين اليوم لأنّه يسبب تناحر الأمة وتباغضها. وما أخطرها كلمة تخرج من أفواه دعاة..! أوليس تصديق النبي صلى الله عليه وسلم، وطاعته في أن تشكل كل فرقة نفسها بل أن يشكل كل فرد دينه على (ما أنا عليه وأصحابي) هو الطريق الوحيد للنجاة..؟ لكنّهم بدافع الهوى وتزيين الشيطان، أرادوها في رد حديث النبي ومخالفة أمره..! أفلا يعقلون..؟
الوقفة الرابعة: إنّ اختيار المسلم المنتسب إلى أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي هنا بمعنى (أمة الإجابة) كما يسميها بعض العلماء، ليس حراً، إنّما يجب عليه وجوباً شرعياً أن يختار الفرقة الناجية التي سماها ووصفها نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن أخطأ الاختيار فقد اختار لنفسه النار وهو يعلم، وعلى نفسها جنت براقش.
وذكر العدد في الحديث له مدلوله، وهو بيان أنّ الحق لا يحظى أتباعه إلا بالنسبة الأدنى بين البشر، وهذه قاعدة مطردة ثابتة أما الحكمة منها فلا يعلمها إلا الله .. وقد يكون من بعض جوانب تلك الحكمة، التي قد ندركها بعقولنا، فتنة الذين في قلوبهم مرض فينجفلون إلى الكثرة فترديهم ظنا منهم أنّ الكثرة دائما على الصواب ومآلها إلى النجاة .. والحكمة الثانية أنّ الله تبارك وتعالى يربأ بكل عبد مسلم من أن يكون تدينه تدين القطيع، يرى الكثرة فينخرط فيها دون تدبر. والله يريد من عباده تدين التبصر والتأمل والاتباع .. وليس بعد قول ربنا تبارك وتعالى من قول في ذم الكثرة وتدين القطيع: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ). والحديث المذكور يؤكد هذه الحقيقة حينما يبين نسبة النجاة بين الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي 1 إلى 73.
بعد هذه الوقفات مع هذا الحديث العظيم الذي يشكل أعظم هدية للهداية والسلامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إنّي أقول وبكل جزم لا هداية اليوم، ولا سلامة دون هذا الحديث وبخاصة مع وجود الافتراق في الدين في أشد صوره، وأخطر نتائجه .. ولا يسع كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد نبيا، إلا أن يحدد ويحرر انتماءه للفرقة الناجية ويشكل تدينه وفق منهج (ما أنا عليه وأصحابي) .. فلا نجاة بغيره ولا جنة من طريق سواه.
ولأهمية هذا الحديث في حياة المسلمين المعاصرة واستحضارا لمعانييه ألخصها بكلمات: تأكيد الافتراق وحتميته .. طريق النجاة من الافتراق وتوعد من لم يسلكه بالنار .. وهو حل نبوي لا يقبل المناقشة والأخذ والرد لمن يريد السلامة .. نسبة الناجين إلى الهالكين هي (واحدة إلى سبع وثلاثين).
والعبرة في الدين ليست بكثرة ما يقرأ الإنسان ويسمع، وإنّما بصحة ما يقرأ ويسمع وانسجامه مع (ما أنا عليه وأصحابي) .. ولا أحب أن أضيع فرصة النصح وقد سنحت فأقول: إنّ التباري في ضرب الأرقام القياسية في مشاهدة القنوات التي تسمي نفسها بالإسلامية، وما تبث من برامج ليس هو طريق العلم الصحيح، وليس طريق النجاة عند الله .. أقول ناصحاً لا بد من الانتقائية في اختيار القنوات والبرامج والأشخاص، وإلا فالنتيجة الضياع والتشكيك.
وبهذا الاختيار والانتماء تتم عملية (البحث عن الذات) الصحيحة والمنجية، في طورها الأول الفردي ونعم الاختيار .. فالإسلام الحق لا يقبل تعدد الوجوه وله وجه واحد يحظى بالقبول عند الله هو إسلام (ما أنا عليه وأصحابي).
وأضيف قبل الدخول في الطور الثاني من البحث عن الذات، وهو البحث عن الذات في طورها الثاني الجماعي، أن الطور الفردي أسهل وأقرب تناولا لأنّه يعتمد على قرار الفرد وإرادته وليس له تعلق بالآخرين .. أما لدى الحديث عن الجماعة فستدخل عوامل تجعل الأمر أكثر تعقيدا وأصعب تحقيقا لكنّه ممكن بتوفيق الله. وسيكون لنا بإذن الله لقاء آخر نتناول فيه القسم الثاني وهو: (البحث عن الذات في طورها الجماعي) .. وإذا كان لي أن أضرب مثلا عن البحث عن الذات في إطاره الفردي، في قصة طويلة عجيبة مثيرة، فلن أجد إلا مثالا واحدا موثقا ذلك هو إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، والقصة يرويها في حديث صحيح طويل ابن عباس رضي الله عنهما، سماعا من سلمان نفسه وهو عند ابن اسحاق وبعض كتب السنة فليراجع .. وكنت في موضوع سابق تحت عنوان (البحث عن الحق) قد ذكرت الحديث كاملا مع التعليق عليه.
ومما يناسب التذكير به من القصة أنّ سلمان رضي الله عنه تنقل بين الأماكن الآتية (من كنف أبيه في بلده، الشام، الموصل، نصيبين، عمورية، المدينة النبوية). ولقد جاء في صحيح البخاري تعليقا على قصة سلمان الفارسى من حديث أبي عثمان النهدي: (عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبّ). أي: من معلم إلى معلم، ومُرَبٍّ إلى مثله. فما أطولها رحلة، وما أروعها مغزى، وما أنسب ذكرها ونحن نتحدث عن (البحث عن الذات)، فالبحث عن الذات، هو قرين البحث عن الحق … والحمد لله رب العالمين