لا أحب السياسة، بل لا أجيدها ولا أجيزها .. وأعني السياسة بمفهومها العالمي المعاصر، وأسلوب ممارستها. فهي تعني التلوُّن والتقلب والخداع. ومن يحسن ذلك فهو السياسي البارع المحنك، لأنّه يدور حيث تدور مصلحة من ينتمي إليهم، ولا ضابط لها إلا ذلك، وهو ما أطلقوا عليه فلسفيا تسمية (البراغماتية) .. أما دين الله، الإسلام، فله سياسته النابعة من أصوله وثوابته، المتوافقة مع تعاليمه وشرائعه، التي تهدف إلى إشاعة الرحمة والحب والعدل بين بني البشر، حتى مع المخالفين في الدين.
ولعل الكثيرين من أبناء الإسلام لم يقفوا وقفة متأنية واعية مع قول ربهم: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
وجاء في تفسير محاسن التأويل، لعلامة الشام جمال الدين القاسمي، الآتي في تفسير الآيات السابقة: (هذا ترخيص من الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم. فهو في المعنى تخصيص لقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي … إلخ. أي لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من أهل مكة، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم، وتقسطوا إليهم، أي تفضوا إليهم بالبرّ، وهو الإحسان، والقسط وهو العدل. فهذا القدر من الموالاة غير منهي عنه، بل مأمور به في حقهم. والخطاب، وإن يكن في مشركي مكة، إلا أنّ العبرة بعموم لفظه، وقد حاول بعض المفسرين تخصيصه، فردّ ذلك الإمام ابن جرير بقوله: {والصواب قول من قال: عني بقوله تعالى: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ من جميع أصناف الملل والأديان، أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم، فإن الله عزّ وجلّ عمّ بقوله: الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ جميع من كان ذلك صفته، فلم يخصص به بعضا دون بعض}. ولا معنى لقول من قال: ذلك منسوخ، لأن برّ المؤمن من أهل الحرب ممن بينه وبينه قرابة نسب، أو ممن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب، غير محرم ولا منهي عنه، إذا لم يكن في ذلك دلالة له، أو لأهل الحرب، على عورة لأهل الإسلام، أو تقوية لهم بكراع أو سلاح، وقد بين صحة ما قلناه الخبر في قصة أسماء وأمها. وذلك (أنّ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا، فأتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: نعم! صلي أمك) . رواه أحمد والشيخان. وجاءت للحديث السابق رواية عن ابن الزبير رضي الله عنه: (قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا: ضباب، وقرظ، وسمن، وهي مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها، وتدخلها بيتها، فسألت عائشة النبيّ صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله تعالى: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ … إلى آخر الآية. فأمرها أن تقبل هديتها، وأن تدخلها بيتها)).
كذلك فإنّ أبناء الإسلام لم يفلحوا في أن يوصلوا هذه الكنوز القرآنية، والعالم اليوم أحوج ما يكون لهذه العقائد السامية. ولما قصروا في هذا الواجب ناب عنهم المنحرفون من أبناء الإسلام ، أعني داعش ومن على شاكلتها، فأفسدوا أيما إفساد..!
نعود ثانية إلى حديث (البراغماتية)، لزيادة بيان تدعو إليه الحاجة. فأقول: إنّها فلسفة اشتغل بها كثيرون، ثم تبلورت بشكلها النهائي في القرن العشرين بفعل فلاسفة أمريكين معاصرين، وصارت مذهبا واسع الانتشار في العالم المعاصر. وقد عُرِّبت بلفظ (المذهب العملي) ، أو (المذهب النفعي) أو (المصلحي). ويقول بعض الباحثين:
(البراغماتية فلسفة عملية، انبثقت من الروح المادية للقرن العشرين). ويقول آخر: (التيار البراغماتي؛ هو الذي يدعو إلى الذرائعية، وتمييع المفاهيم، وتقديس الواقعية، وتسويغ الوسائل للوصول إلى الغايات العملية).
وأرى أنّ الباحثَيْنِ كليهما، قد لخصا بجملتين حقيقة هذا المذهب الذي يسود في السياسة اليوم. وكيف يكون بين المسلمين، وهذا المذهب الذي يسود العلاقات الدولية على كل الأصعدة اليوم، علاقةٌ وسببٌ، والإسلامُ دينُ العدل والنصح والمعاملات الأخلاقية؟ ومع ذلك نجد لدى بعض (الإسلاميين) اليوم، مصطلحا جديدا (البراغماتية الإسلامية)، وهو ولا شك، مفترىً، ويذكرنا بمصطلح (اشتراكية الإسلام).
طالت المقدمة، ولكنّها ذات فائدة توضيحية، لا بد منها .. وما سقت المقدمة إلا لأؤكد أنّ مقاربتي للموضوع الذي أريد الكلام فيه، ليس خوضا مع الخائضين في (حمأة السياسة السورية) اليوم، إنّما هو نقدٌ وتحليلٌ، وتضليلٌ وتقريعٌ وتجهيلٌ، لمن تصدر مواقع خطيرة، وهو ليس بأهل، مع حسن الظن، وعدم الاتهام بما هو أعظم (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)..!
أوليس عجيبا أشد العجب، وغريبا أشد الغرابة، ومحيرا كأشد ما تكون الحيرة..؟! أن يتشابه (سيناريو) التعاطي بين الغاصبين المحتلين، روسيا وإيران، ولا ننسى أنّ معهما، من تحت الطاولة، العالم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من جهة، وما سُمِّي (المعارضة السورية)، على ما فيها من قصورٍ وانحرافٍ وتَشَظٍّ، من جهة أخرى، في كل المناطق، حمص حلب الرستن الغوطتان القلمون، وأخيرا الجنوب السوري، في ما سمي بالمفاوضات .. وتنتهي نتائج (السيناريو) إلى نتائج موحدة، بل إلى صورة واحدة، هي استسلامٌ (مُشَرِّفٌ..!)، مع اختلاف كبير في شدة الخراب وعدد القتلى، والدم المراق .. فماذا يعني ذلك، غير الغباء والجهل والضلال، على الجانب السوري المفاوض؟ فما أرادوا أن يبدؤوا من حيث انتهى غيرهم، بل أردوا أن يعيدوا المأساة نفسها كل مرة. وكلنا يريد أن يفر من التفسير الحقيقي لهذا السقوط الذريع والهزائم المتكررة، لأنّنا نحن السوريين، تحكمنا العواطف والعنتريات، إلا من رحم ربك، لذلك نلتقي في الغالب على تحليل الأحداث، وتوصيف النتائج. فالهزيمة انتصار، والتخاذل صمود، والمقتول على أية صورة شهيد، وشعارنا واحد (أنا سوري آه يانيالي) …!
لم يكن يروع المفاوضين السوريين، أو من سموا القادة، رؤية الموتى، ولا معاينة الدمار، ولا استنشاق دخان الحرائق، ولا رائحة الأشلاء المتفسخة، لأنّ لهم مآرب مشينة، من ورائها دوافع دفينة، لا يعلمها إلا الله، والثمن الذي يدفعون، دماء الضحايا، ومأساة السبايا، وآهات أهل البلاء .. وحاشا أن أعمم (فالتعميم من العمى)، والعدل مأمور به في كل شأن، ولا شك أنّ في السوريين من يحسن فهم الأمور، ويقدر العواقب، ويسلك طريق الحق، ويتقي الله في مصير بلدٍ، بل أمةٍ، لكنّهم لم يظهروا على الساحة، لمزاحمة أهل الأهواء، اللاهثين ليكونوا أول من يحظى بالكعكة. فهم ابتعدوا قرارا، أو أبعدوا اضطرارا، ولم تكن الجولة جولتهم.
وأعود للتساؤلات، هل من الصحيح والسليم، أن نغلب حسن الظن في كل واقعة؟ ولله در من قال: (وما أنا بالمصدق فيك قولا ** ولكني شقيت بحسن ظني). وهل نقبل المواربة والمغالطة، ونحن نرى الحدث يشير إلى التهلكة، ونبقى نصدق و(نصفر) للصامدين، وننعتهم بالأشاوس والأبطال، وهم الذين يوقعون في النهاية شروط الاستسلام، ونصف خذلانهم، بالتصرف الحكيم الذي يحقن دماء الأبرياء، ولو صدقوا لفعلوه أول مرة، ولا سيما أنّ مجريات الأمور لم تكن تخفى على الصغار..؟ والأنكى والأدهى أن يتكرر المشهد عشرات المرات، ويتخذ المنحى نفسه.
ولا يقل عندي إيلاما عن ذلك الصنيع، والفعل الشنيع، إلا رؤية طائفة من المحللين والمنظرين، وأكثرهم مغمورون، ظهورهم مفاجيء، وبضاعتهم مزجاة، أخرجتهم على الشاشات الضرورة وندرة البديل..! ترى الناس، على الشاشة، يركبون الباصات الخضر، وهم لا يزالون على الشاشات يحيون الصمود.
أليس من الخيانة أن يُلعب على الناس بالعواطف ليكبروا ويصفقوا، ويثقوا أنّ النصر والفرج قريبان، حين يصور المستسلمون، يلوحون من نوافذ الباصات الخضر ببنادقهم، ومن لا يملك البندقية يمد يده ملوحا وأصبعاه يرسمان إشارة الانتصار (V)؟
أحاديث مع الناس، خضتها كثيرا كثيرا، ثم جمَّعت ما بقي منها في الذاكرة، ودونته ليصل لمن لم يتح له سماعي. ولطالما طرح علي سؤال صريح، وكان في نبرته أحيانا، يوحي بأكثر من الصراحة..!
كان السائل يقول: كأنّك لا تحسن إلا النقد والتجريح، أو أنّهما مقدمان عندك على النصح؟ وأجبت مرة متمثلا بيتا من الشعر الجاهلي:
بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
وليت الذي كان بيني وبين بني قومي، حتى استبانوا الرشد، اليوم والليلة .. ولكنّها سنون وسنون وسنون، ودماء ودماء ودماء، وخراب وخراب وخراب، ثم ليتهم استبانوا الرشد، بل لا زال أكثرهم في غيهم سادرين، وفي ضلالهم يعمهون.
والله يشهد أنّي نصحت، حين قلّ الناصحون، الذين أسكتتهم العواطف، وغلبت عندهم الحق .. وبينت وحذرت حين صمت الآخرون، وقد لجمتهم المجاملة للدهماء، واستهواهم تسجيل المواقف .. وكان شر الثلاثة عندي؛ من غالط كل شيء، وخالف كل اعتبار، فقد زين له سوء موقفه، نزعة النجومية، واقتناص فرصة للزعامة والظهور!
لقد قلت منذ اليوم الأول لبداية الحراك الشعبي المتظلم المطالب بالحرية، وحقه في الحياة الكريمة، على تراب وطنه، وناديت: آزروا ذلك الحراك. ولو بالكلمة أو بالصمت وترك التشويش، واحذروا أن تسلموا ذلك الحراك، إلى أسوأ مصير، بعسكرته أو أسلمته، فهو أبعد ما يكون عن هذين الأمرين فكراً، وتكويناً وتنظيماً، لأنّه يتحرك بالفطرة والعفوية، ومشاعر الظلم، ومرارة مصادرة حق الحياة. ولو حُمِّلَ أكثر من ذلك لفشلَ، وماحملَ .. لكن أبى أهل الأهواء إلا المغامرة والمقامرة، فكانت المأساة المروعة. ولمن يسأل، ما المخرج إذن؟ أقول:
1. إدانة التجربة السابقة، والبراءة منها وممن صنعها من المكابرين والوصوليين والمتآمرين.
2. المخرج النهائي والأساسي، من تلك الوهدة، والتحرر من ذلك النفق المظلم المسدود، هو ولا شك، طريق طويل، وبذل للجهد كبير، وصبر وتقوى .. لأنّه إصلاحٌ لأمر الدين، على منهج قويم (ما أنا عليه وأصحابي) ..
وإذا صلح أمر الدين، صلحت بصلاحه كل شؤون المسلمين كما تبين الآية الكريمة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ). وهل يدعو الله ورسوله من يستجيب لداعي الله، إلا إلى أفضل حياة على وجه الأرض..؟ وفي ذلك أيضا تأكيد لمعنى الحديث: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).
ولْيُعْلم أنّ هذا الحل لا يروده أهل السياسة، وطلاب الزعامة، ولو كانوا ممن تربوا في محاضن الإسلام السياسي..! إنّما أبطاله علماءٌ ربانيون، ودعاةٌ، على بصيرة، مخلصون. يُصَفُّون ويُرَبُّون، حتى تعود الأمة الغائبة، وتفرز دولتها المسلمة، فينجز الله عندئذٍ، لعباده المؤمنين المصلحين، وعده بالنصر والتمكين.
3. من الأمثال الإنكليزية، ما ترجمته (إنّ الوقت والمد والجزر، لا ينتظرون أحدا). وكذلك، فإنّ الحياة لا تتوقف لانتظار أحد .. إذن لا بد من عمل (سياسي رشيد) يسير في خط موازٍ للإصلاح الديني، يقوم به المخلصون الوطنيون من النخب، من أبناء سوريا، وفي كل المجالات، لإدارة دفة الحكم في البلاد، وإعادة إعمارها، وبدء طورٍ جديد من الحياة الكريمة لأهلها، في ظل العدل وتكافؤ الفرص .. ولترميم النسيج الاجتماعي المتهتك لدى كل الناس، وقد أصابه العطب الشديد، بعد نصف قرن من الخيانة والتآمر والضياع. ويواكب هذا العمل السياسي الوطني الإصلاحي، كما أسلفت، المشروعَ العظيمَ لاستعادة الأمة، وإقامة الدولة المسلمة وكل من المشروعين يُشكل رافدا للآخر. ولا يشترط في أولئك البناة، في المشروع السياسي، إلا الصدق والنصح والوفاء .. ويكاد يكون وصف الوطنية هو الوصف الوحيد الذي يجب أن يسود، في تلك المرحلة الإصلاحية الانتقالية…! وإنّي لأعلم أنّ هذا الكلام لن يعجب (المتعجلين) من كل الأطياف، وبخاصة الطيف الديني..!
ولضيق العطن عند بعض أهل الدين، سيفهمون الكلام الأخير، على أنّه استبعاد لأهل الدين من الحلول، أي (دعوة غير صريحة للعلمانية). لكن فهمهم هذا سطحيٌ ساذجٌ ظالمٌ. ويكفيني أن أقول لهم أعيدوا قراءة الفقرة السابقة، بعنوان (ما المخرج؟)، بتركيز أكبر ليفهموا المراد .. ولكن لأهمية الفكرة، سأزيدها بيانا: إنّ أهل الدين الحق ماضون في مشروعهم الدعوي والتربوي، الهادف لاستعادة الأمة الغائبة، ومن ثمَّ تأسيس الدولة المسلمة على نهج النبوة، وفق ترتيبٍ وتسلسلٍ منطقيٍ شرعيٍ لمراحل العمل المنهجي، دون القفز فوق الثوابت، وحرق المراحل، استعجالا للنتائج قبل أوانها، وقطف الثمار قبل بدو صلاحها، وذلك ديدن (المتعجلين)، في نصف القرن الماضي، فأجهضوا كل عمل.
وبعد، فقد تجنبت السياسة والتنظير فيها ما استطعت، وحُمْتُ حول الحمى دون أن أقع فيه، والحمد لله .. فإنّي أريد أن أعرض النكبة كما يفهمها الموضوعيون، غير المتكلفين، بعيدا عن دواعي الهوى، ومجاملة الأخطاء، ومسايرة الواقع، وتسجيل المواقف، فما كان كل أولئك سبلا للإصلاح، بل ضروبا من الكذب والتلبيس، وتزييف الحقائق .. وفي ما كتبت نصحٌ للمسلمين، وتوعيةٌ للسوريين، وبخاصة المغفلين، من أن تلعب بهم العواطف (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)…