Skip to main content

حَوْلَ دَوَرَانِ الأَرْضِ حَوْلَ الشَّمْسِ

By الأثنين 26 جمادى الآخرة 1437هـ 4-4-2016مذو الحجة 5, 1440فتاوى

بسم الله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله وبعد:

الذي يوقعنا في الحرج، في أمر ديننا، أنّنا نُحمل كتاب الله ما لا يجب أن يُحمَّل، ومما لا يريده الله أن نفعله. ذلك أنّ القرآن كتاب الله، وكتاب المسلمين الذي يعرفون به ماذا أراد الله منهم ليقوموا بعمارة الأرض التي يتحقق بها العدل والسلام في الدنيا، والفوز برضا الله والجنة في الآخرة … فليس القرآن كتابا لعلم الفيزياء أو الكييمياء أو الفلك أو الطب، أو أي علم كوني. والشيء نفسه نقول في سنة النبي عليه السلام، ما صح منها … وإن وجدت بعض الإشارات في الكتاب والسنة إلى مسائل كونية، فللفت نظر البشر إليها للتفكر بها، لتوصلهم إلى وجود الخالق وعظمته، وليس لتفسير تلك الظواهر الكونية وشرح حقائقها. وهذه العلوم الكونية قائمة على نشاط البشر على الأرض وفق قواعد العلم التجريبي.

وكل مسلم يجب أن يصدر من اعتقاد جازم أن الكون بكل ما فيه هو من خلق الله، ولا خالق إلا الله، ولا فاعل في الكون ولا مؤثر إلا الله … والقرآن كلامه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن المحال أن يتعارض كلامه تبارك وتعالى مع خلقه، فالمصدر واحد.

وحينما يطلع علينا العقل البشري بادعاء التعارض بين العلم والدين، فلا بد أن يكون سبب ذلك، وفق الاعتقاد الذي أصلناه، جهلاً بفهم الحقيقة الشرعية، أو أنّ الذي اعتُقد أنّه حقيقة علمية، مسلم بها، غير صحيح، ولا يعدو الافتراضات.

وتعجبني رسالة قرأتها من أكثر من ثلاثين عاماً للعالم الفذ الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، عنوانها: (رسالة حول نزول الإنسان على سطح القمر)، أنصح بقراءتها جدا لأهميتها وفائدتها، وهي موجودة على النت، بالاسم المذكور، فلتراجع. ومما قال فيها بالحرف: (وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإنّ الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده). ولعل تتمة الجواب تتحقق بقراءة الرسالة النفيسة، والحمد لله رب العالمين