Skip to main content

دمشق

By الخميس 6 ربيع الثاني 1435هـ 6-2-2014مجمادى الآخرة 13, 1445نثرية

دمشق مع نزار والنواب وشوقي

شكرا للأدب والأدباء … وللشعر والشعراء … ومهما حيَّدت نفسي فإنّي أحبهم، مع أنّي لست منهم…! فلا يزاودنَّ علي أحد…!

فما قصتهم مع دمشق؟

أثار نزار جمالية دمشق وأنوثة دمشق بشكل غير مسبوق، حتى زكم فوح الياسمين كل من يقرأ خبر نزار ودمشق … وهام في حب دمشق وهو لا يعرفها، لما سمع غزل نزار بها!

لكن نزارا عجز عن استدعاء وتشخيص إباء دمشق ورجولة دمشق ودين دمشق..!

وكذلك النواب وغيره استحْيَوا تاريخ دمشق وتغزلوا بأحجارها فوصفوها ليس إلا … ولكن لم يمنعوها ولم يحيوها..

كل ذلك لم يكف للصمود … إنّ عمق المأساة في دمشق تجاوز الألف والباء، والهروب إلى الوراء.

يا من تحبون دمشق، وتغارون على دمشق ، وتنتظرون الثأر لدمشق…!

استردوا مدينتكم وتاريخها وجمالها وياسمينها وفلها من أعداء دمشق، وما أكثرهم، فقد استباحوها وأسروها، ولن يقتلوها، بإذن الله!

لم يعادوها لياسمينها ولا لتربتها ومائها وحجارتها ولا لجمالها، إنّما لدور لها، استيقنوه فخافوه، فأرادوها حربا استباقية…

وأبناء دمشق لم يعرفوا دورهم ودور مدينتهم، فأضاعوه، وضاعوا معه…

ما أثقب نظرك ياشوقي…! رثيت دمشق فأحسنت، ودافعت عنها فأجدت، ولعنت المعتدين فوفيت، كان ذلك في قصيدتك نكبة دمشق … وحيث قلت فيها:

ألست دمشق للإسلام ظئرا   ومرضعة الأبوة لا تعق

فصدقت وصدقت وصدقت…!

ولكنها عُقتْ وعقت وعقت … وأبناؤها لا زالوا عن التذكرة معرضين!

أعيدوا دمشق إلى ابن تيمية، أو أعيدوا ابن تيمية إلى دمشق…

تحيا دمشق … وتنتصر دمشق … وعندها يحلو التغني بكل شيء في دمشق، وأقول ويقول غيري للأدباء هلموا …فقد جاء دوركم…

ابن تيمية ليس قامة تاريخية، ولا بطلا أسطوريا، ولا شيئا غير عادي … إنّه نسيج قابل للتكرار، ولكن بالآلة التي نسجته فقط…

إنّه نتاج منهج استُوعب وطُبق فأثمر وأينع، ومن أغلى وأغنى ثماره (دمشق ابن تيمية) التي مازال يقطف من جناها من يحسن المذاق…

ابن تيمية رمز منهج عنوانه (ما أنا عليه وأصحابي)…

التزموه، وأفشوه بينكم، يصبح أشباه ابن تيمية من شباب دمشق ياسمينها وفلها وزنابقها…! عندئذ تحيا دمش ، ويعود نورها بعد كسوف دام طويلا … وتعود بها الأمة الغائبة من جديد بعد طول غياب … ويعود معها الخير العميم الذي يعم دارة الإسلام وينداح إلى كل الأصقاع (إنّي رأيت عمودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ نورٌ ساطعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام). وتذكروا دائما قول نبيكم: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم)…

يا أهل الشام لم تُربط خيرية الأمة بخيرية قومٍ إلا بكم، فكونوا كما أرادكم ربكم أن تكونوا، فلم يبق عندكم إلا هذا الرصيد، فلا تهنوا ولا تحزنوا!!!