Skip to main content

ما حكم استثمار المحلات التجارية؟ وما الفرق بينه وبين الايجار؟ وما حكم ما يسمى بالفروغ؟

By الجمعة 14 محرم 1441هـ 13-9-2019ممحرم 18, 1441البيوع, سؤال وجواب

س: ما حكم استثمار المحلات التجارية؟ وما الفرق بينه وبين الايجار؟ وما حكم ما يسمى بالفروغ؟ حزاكم الله خيرا

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:

فمن المغالطات المنتشرة بين الناس اليوم، الاعتقاد أن الاستثمار التجاري للمحلات، هو لفظة مرادفة للاستئجار. والمعنى فيهما واحد، وبالتالي فما دام الاستئجار للمحلات التجارية جائزا شرعا، فالاستثمار يكون كذلك..! وهذا تماما ما يهدف إليه  الذين يريدون أن يَلْبِسُوا على المسلمين أمر دينهم ليُحلوا لهم الحرام، ومع الأسف فالمسلمون، وأكثر علمائهم في غفلة من هذا. كل من له أدنى علاقة واحتكاك بمن استثمر، وبمن قدم محله للاستثمار، يعلم أن العلاقة بين الإثنين ليست علاقة مؤجر ومستأجر وحسب. إنها علاقة بين شريكين أحدهما شارك بعقاره فقط، وساوم بشدة على حصته المقطوعة من هذه الشراكة، والتي لاتخضع لأي اعتبار، إلا موافقة الطرف الآخر، وتأدية ما وقع عليه، في العقد كاملا غير منقوص. في حين أن الطرف الآخر دخل مغامرة مجهولة تماما، فقد لايأتيه من مردود العمل مايغطي حصة صاحب العقار، فيخرج من الصفقة صفر اليدين. ويستمران شريكين متشاكسين. وهذه شهادات سمعتها ممن دخل هذه التجربة. ولا يعني ذلك أن الطرف الثاني هو المنكوب دائما. لأنه يدخل المغامرة وهو حريصٌ على أن يكون خصمه اللاعب الخاسر، لأنه بالأصل تاجر متمرس، وقد ينجح في ذلك، لكنه الاحتمال الأقل غالبا. وقد قال لي أحدهم وهو صاحب تجربة: إعلم أن كل طرفين في عملية استثمار يبيت وهو يلعن صاحبه على أنه خدعه وغشه. عملية قائمة على الجهالة والغرروالمغامرة، وهي أسباب تحريم بعض المعاملات المالية والبيوع في الإسلام. وكثيرا ماسُئلتُ ألا يمكن أن تكون عملية (الاستثمار) حلالاً؟ قلت نعم وببساطة تامة، عن طريق (المضاربة الشرعية). وطريقتها أن يقدم صاحب العقار عقاره للطرف الثاني الذي سيتَّجِرُ فية بتجارة يحسنها، ويتفقان على نسبة تقسيم الأرباح بينهما. وهنا نجدكل طرف يدعو بالبركة والتوفيق لتلك الشركة، لأنهما في مركب واحد ، السلامة مطلبهما معاً، ويعملان لها، بكل ممكن حتى الدعاء، والغرق يخشيانه معاً، ويسعيان لاجتنابه. ويعتقدان أنهما متعادلان في المنفعة، لأن الله يرزقهما معا، والنسبة في الحصص حصلت باتفاقهما، وبعد، ألا يبارك الله لهما في هذه الصيغة..؟ وما أدري لِمَ يرغب التجار المسلمون عن (المضاربة الشرعية)، الخالية من الغرر والجهالة والمغامرة، وملؤها الثقة والمودة بين الشريكين المضاربين، إلى علاقة يلعن فيها كلٌ، صاحبه ويُخَوِّنه، وتسير دوما بظالم ومظلوم، أو بظالمَين متربصين..! إنّ الدين عصمة.

أما الفروغ باختصار فمال يؤخذ بغير حق. وهو من أكل أموال الناس بالباطل.