Skip to main content

ما حكم صلاة رجل مقتدٍ بإمام يصلي التراويح وهو يصلي فرض الظهر قضاء؟

By الجمعة 14 محرم 1441هـ 13-9-2019ممحرم 18, 1441الصلاة, سؤال وجواب

س: ما حكم صلاة رجل مقتدٍ بإمام يصلي التراويح وهو يصلي فرض الظهر قضاء؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:

في السؤال مسألتان:

أولاهما: قضاء الصلاة؛ ولا تقضى الصلاة إلا في حالتين جاء الحديث الصحيح بتحديدهما؛ النوم والنسيان، والإنسان في هاتين الحالتين مرفوع عنه قلم التكليف،ففي الحديث المتفق عليه: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها). لأنه إذا اسيقظ النائم، وذكر الناسي جرى عليهما التكليف. أما أي صورة أخرى من صور ترك الصلاة، فهي ذنب كبير ومعصية لتفريط الإنسان، وتضييعه الصلاة بدون عذر، والنبي عليه السلام يقول: (الصلاة خير موضوع). ولا يمحو ذلك إلا التوبة والندم والاستغفار، وأن يستكثر الإنسان من النوافل التي تجبر نقصان الصلاة، للحديث الصحيح: (إنّ أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه).

 

وأما المسألة الثانية: وهي صلاة المفترض خلف الإمام المتنفل، فقد جاء الحديث بجواز ذلك في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً على ذلك كما في أبي داود (إنّ معاذا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤم قومه). وهنا أجاز النبي صلى الله عليه وسلم اختلاف النية بين الإمام والمأموم في حال (مفترض ومتنفل) فقط، مع اتفاقهما في اسم الصلاة (ظهر، عصر، مغرب…). أما الصورة المسؤول عنها وفيها الاختلاف في اسم الصلاة (فالإمام في التراويح والمأموم في فريضة، فلا دليل على ذلك من السنة، وقصة معاذ لا تغطيها. فلا بد إذن من الاتفاق في اسم الصلاة، ولا يضر الاختلاف في أن يكون أحدهما مفترضاً والآخر متنفلاً. وكل ما جاء في كتب الفقه وعند المفتين من جواز الصورة المسؤول عنها، اجتهادات وأراء للعلماء دون دليل، إلا من توسعٍ في الأقيسة، والعبادات لا تقبل القياس، بل لا بد من النص، ولا نص.

ولا بد من إشارة هامة، وهي أنّ السؤال المطروح لم يأتي من افتراض. فإن بعض مفتي المذاهب الذين يرون جواز بل وجوب قضاء الصلاة عن سنين فاتت، يرون أنّ من عليه مثل ذاك القضاء لا تصح منه نافلة، عملاً بقاعدة قعدوها: (إنّ الله لا يقبل نافلة ما لم تؤد الفريضة)، ويوصونه بأن يصلي التراويح مع الإمام بنية فروض فائتة يقضيها. فيكسب القضاء، مع أجر قيام رمضان. ولا شك أنّ هذه الصورة لا نصيب لها من الصحة، ولا تستند إلى تكييف فقهي يعتمد الأدلة، بل هي فتيا عقلية وليست شرعية. والله أعلم