Skip to main content

ما هو ضابط جمع الصلاة من غير سفر أو مطر؟

By الجمعة 14 محرم 1441هـ 13-9-2019ممحرم 18, 1441الصلاة, سؤال وجواب

س: هل لكم ببيان موضوع جمع الصلاة من غير سفر أو مرض أو خوف، وما هو ضابط الأمر؟ وهل يحتاج إلى سبب؟ وهل الأخذ بالرخص يعتبر من التراخي أم من العزم؟ جزاكم الله خيرا

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:

هناك قاعدة أنّ قصر الصلاة مرتبط بالسفر فقط، أما جمع الصلاة فمرتبط بالحرج سفراً وحضراً. فحيثما كان الحرج جاز الجمع، ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مسلم: عن ابن عباس قال: (جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. قال فقيل لابن عباس ما أراد بذلك قال: أراد أن لا يحرج أمته).

وقد عمل ابن عباس رضي الله عنهما بروايته ويكون هذا تأكيدا لها، ففي مسلم أيضاً: وعن عبد الله بن شقيق قال: (خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم، وجعل الناس يقولون: الصلاةَ الصلاةَ، قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني: الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلّمني بالسنّة؟ لا أمّ لك، ثمَّ قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء).

قال عبد الله بن شقيق: (فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألْته فصدّق مقالته).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (إذا حضر أحدكم الأمر يخشى فواته فليصل هذه الصلاة – يعني الجمع بين الصلاتين).

 

أما سؤالك هل يحتاج الجمع إلى سبب؟

والجواب السبب هو الحرج دون تحديد، ويترك للمسلم تحديد الحرج الذي يشعر به، عملا بقول ربه (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، وقد أشار ابن عمر إلى ذلك بقوله: (إذا حضر أحدكم الأمر يخشى فواته)، فالخباز عند بيت النار، لا يستطيع ترك عمله فيجمع، والطبيب في العمل الجراحي، وشرطي المرور، أو عسكري الحراسة، والمرأة في مطبخها قد تضطر للجمع، وابن عباس في الحديث السابق يجمع الصلاة ليعظ الناس.

والأخذ بالرخصة أجره كفعل العزيمة، لقوله عليه السلام: (إنّ الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيتة). وفي رواية عنه: (إنّ الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه).