Skip to main content

ما حكم اطالة البنطال أو السراويل إلى ما تحت الكعبين؟

By الجمعة 14 محرم 1441هـ 13-9-2019ممحرم 18, 1441اللباس والزينة, سؤال وجواب

س: قرءنا مقالكم حول موضوع الإسبال. ولكن لم يتبين لنا حكم اطالة البنطال أو السراويل إلى ما تحت الكعبين؟ وهل يمكن قياسها على ما جاء في حكم الثوب والإزار؟ أرجو منكم التفضل تبيان ذلك. ولكم الشكر.

الجواب: ذكرت في المقال، المشار إليه، أنّ علة تحريم الإسبال ارتباطه بالكبر والخيلاء، كعادة متأصلة عند العرب في الجاهلية. وجاء التغليظ والوعيد من رسول الله عليه السلام لإبطال تلك العادة الذميمة. وقد رتب النبي عليه السلام عقوبة لمن يفعل ذلك ولو لم ينو الكبر والخيلاء، قطعا لدابر العادة الذميمة. فلا ينبغي لأحد فعل الإسبال مدعيا حسن النية، وبينت وأكدت أن هذه العادة لا زال لها رواسب عند كثيرين من دول الخليج من الكبراء والأغنياء والسفهاء، وتحمل المعنى الجاهلي نفسه. 

أما البنطال فلباس جديد أخذه المسلمون عن غيرهم، ولا نعلم أنّ قوما ممن اخترعوه ويلبسونه يربطونه بكبر أو أي معنى آخر بحسب طوله وقصره، فهو إن صح التعبير (حيادي). وهو عند المسلمين لا يحمل أي معنى. والرسول عليه السلام قال: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة). فلمَ ندخل في ذلك البنطال؟ سيقول البعض قياسا، وأقول لا مانع من القياس إن اتحدت العلة فنقول يحرم الإسبال في كل لباس ارتبط عند الناس بالكبر، أما ما دامت صفة الكبر غير ملازمة للبنطال إطلاقا، فالأصل فيه الإباحة والله أعلم. 

وأضيف أنّ لبس السراويلات كان معروفا زمن النبي عليه السلام وتلبس تحت الملابس وهي أقرب ما تكون إلى البنطال ولم يذكرها النبي عليه السلام في الحديث. ومن الخطأ الكبير أن نعتقد أنّ كل ما يستر الكعبين عند الرجال هو من الإسبال المحرم، فهذه الجوارب لم تذكر في الإسبال، وهي تغطي الكعبين وما فوقهما وما تحتهما..! لماذا؟ لأنّها لم ترتبط في عادات الناس بمعنى الكبر.

وأضيف أيضاً أنّ النبي عليه السلام ألحق العمامة بما يكون به الإسبال، مع أنّ العمامة لا تصل الكعبين أبدا. وإنّ الإسبال فيها إطالة عذبتها (وهي نهاية كالذيل تسبل على الظهر بين الكتفين)، وإطالة العذبة عن المعتاد كان يرتبط بالكبر، فاعتبر إسبالاً. والله أعلم